مقالة من ضمن كتاب كبير مصوّر يتحدث عن دجلة وبغداد،،للأستاذ خلدون داوود، المولع ب بغداد،وفيه نخبة من مثقفي العراق فنا وأدبا وتشكيلا وعلما...والذين يتقاسمون جميعهم حب العراق ،سينشر قريباعن دار ألمانية للنشر.. وكتبته خصيصا له بصفتي ممثلة عراقية معنية بالشأن والوجع العراقي،،وسأنشر
لاحقا التفاصيل..هند كامل
**************************************
دجلة
دجلةالخير........هذه الجملة التامة المعني والوصف عندما ترد الى ذهن القارىء عربيا كان أم عراقياتجتاحه موجة شديدة اللهفة
الى بغداد، والتي تمثل في الموروث الفكري العالمي والعربي كل غِنى التفاصيل الانسانية فكرية كانت ام انسانية ومنهاما ُتداعب مُخيلة الذي يعرف بغداد و،،دجلتها..نهرهاالعظيم،ام لا يعرفها ،،معتمدا على مايحمله من قراءات بسيطة كانت ام عميقة.
احفظ عن ظهر قلب اشهر بيتيين لشاعر العراقالعظيم..الجواهري
وهواسمٌ على ُمسمى ،،فهو جواهري الكلمات وصائغهاالمتفرد..حيث يقول
حييت سفحك عن بعد فحييني
يادجلةالخير يأم البساتين
حييت سفحك ظمانا الوذ به
لوذ الحمائم بين الماء بالطين
**
دجلةاحد نهريّ العراق الكبيرين،وهو يقطع بغداد من شمالها حتى جنوبها،،وينثُر على أهلها حضارات العراق القديمة والتي اسست وهيأت لحضارات سومر ،أكد، بابل،وامتدادهافي حضارة نينوى على سفوح دجلة ،حيث قامت أقدم وأكبر مكتبة في تاريخنا القديم ،آشوربانيبال...لكي تتناسب طرديا مع فكر وابداع وموهبة أبناءدجلة ،،الذين وسمهم ..القَدَر..بكل هذا الثراء ...حملهافي طيات أمواجه عبر آلالاف السنين .
وحمل صدى حلم العراقّي القديم،الشخصية الاسطورة...كلكامش،الباحثُ الابدي عن الخلود،، ،من أخيهالنهر العظيم الفرات!!فهوحال المُبدع في كل زمان ومكان ،،نبحثُ عن الخلود في مُنجزنا الثقافي والفكري والفني
كيف لإنسان عاشق ان يتحث عن معشوقه !!!!!!!!!
كيف..؟من شدة عشقة نسي تفاصيل حبه الاولى ،فهل يبتدأ بمسموعاته عن معشوقه؟ذكرياته عنه وهو طفل ؟ اهله وناسه وحبهم واحتفائهمالأزلي بهذا المعشوق!!!!!!!!
لاأقول ..سوى اني بنت بغداد، بنت هذا النهر بالذات..دجلة....شربت منه وتعمدت بمائه روحا وجسدا وعاطفة..وملأني بأمومته العالية من شدة تعلقه القدريّ بحبيبته وابنته بغداد..ومازلتُ أحمل التوق الشديد للرجوع الى أحضانه،وتحقيق ما تبقى من احلام متضاربة يضجّ بها فكري......وانا كممثلة دراما عراقية ف نهرُ دجلة هو أناوأنا هو ..بتلاطم امواجه الهادئة التي نادرا ما نراهاتثور،بجريانه الرقيق وتحمله لكل البلاءعلى مرّ القرون ..لكنه نهر دجلة،الصابر والحامل الأذى دون ضجيج ،بل بكل شجاعة ،،دجلة بغداد ،وغروبها وقواربهاالصغيرة [البلم]والكبيرة،ورحلات عوائلها اليه،،في صيف بغداد القائظ
والفرحةالحقيقية عندما تُداعبُ موجة صغيرة وجوهناالصغيرة آنذاك فنغرق في الضحك والفرحة..
دجلة.......كان أحد أهم فرحاتنا.....هندكامل 6-9-2013,عمّان