كنتُ في زيارة الى لندن عاصمة الضباب كما تعودنا وصفها ..وعادة انا اسجل ما يجب ان أنهيه حسب الأولويات ومن ثمّ اتوجه الى المفردات التي اعتبرها الترف الذي سأعيشه لنفسي
وغذاءا لروحي ولذائقتي ..فلذا فرحتي بالذهاب الى المسرح الإنكليزي ومشاهدة اعماله المتنوعة المذاهب تُشبه فرحتي عند وقوفي امام عدسة الكاميرا السينمائية او التلفزيونية وبانتظار ضوئها الأحمر اوصوت طرقة الكلاكيت ورهبة اللحظات الأولى وخفقان القلب وتغير الصوت وارتجافه وبعدها يجب على الفارسه ان تدخل الميدان وتبدأ باستعراض مهاراتها واستخدامها لخدمة العمل
لذا عندما اجلس كمشاهدة ولكني مُشاهدة محترفة ومعنية بما أشاهد وأراقب التكنيك خصوصا الممثل ناهيك عن الصنعة المسرحيةالتي تقدم النص المسرحي وتحوله من كلمات وتصور افعال في الخيال الى بشر ينبضون بالحياة والمشاعر والألم والتحدي وتأثير في المتلقي \الجمهور الذي يراقب ويتابع بشغف وترقب ثم اخيرا يتنفس الصُعداء بعد انتهاء الأزمة التي عاشها على مدى 1 او2 او3 ساعات في بعض الاحيان
ومسرحية مكبث المعروفة لكاتبها والشاعر الأشهر شكسبير
شاهدتُ عرضها النهاري لان الجو كان باردا حينها في لندن ومسرح شكسبير يقع على نهر التيمز مباشرة وكان يوم ذهابي يُعتبر من الأيام الذهبية في لندن والمسرح مبني في الفضاء الخارجي على الطريقة القديمة للمسارح في بريطانبا
وكان هناك مكانا وبطاقات كثيرة للبيع وقوفا للمشاهدة وهي مصنوعة لطلبة الفنون وللطلبة .. عموما ...والعظيم انهم هيأوا لهم غطاءا اسود مع ثقوب بحجم الرأس ومحسوبة حسابا دقيقا لوقوف المشاهدين دون ان يلامس احدهم الآخر ويمتد هذا الغطاء كبساط طائر مرفوع برأس الواقفين واكتافهمويبدو كأنه امتداد لخشبة المسرح وان الجمهور هم جزء من العرض!! واضافة الى يوزعون مدراء الصالة وما أكثرهم وما أشدهم أدبا وتهذيبا قبعات تقيهم الشمس والمطر لتقلب الطقس في لندن
اما ..أنا
فجالسة في المقصورة النصف دائرية والتي تمتد على طول المسرح الدائري
....ثم بدأ العرض واذا بمثلين ينبعون من مكان لاتتوقعه حتى وانت الدارس والمحترف للفن المسرحي مع ابهار في الأزياء والمكياج والأجساد الرائعة الرشاقة والمرونه واللياقه المسرحيه العالية والتمكن من الإمساك بحضور الخشبة والجمهور المثقف واللا مثقف
والإدراك الأكبر انهم يمثلون لأسطور ةالمسرح شكسبير والحفاظ على مستوى الأداء ولا لثانية
واحدة يخرجون عن شخصياتهم الشكسبيريه...الحديث يطول سأكمله في حلقة ثانية
شكرا